إنَ مَن فَهِمَ أن المسيحيين قد ألّهوا السيد المسيح فقد ضل ضلاله البين ، فإن الأمر في الواقع غير ذلك على الإطلاق فهم يعتقدون صدقا أن الله هو ذاته السيد المسيح ، إذ لم يتحولوا عن عبادة الله إذ كانوا يهوداً وعبدوا المسيح عندما صاروا مسيحيين ، بالطبع لا ، ولكنهم اعتقدوا أن الله ذاته الذي كانوا يعبدونه إذ كانوا يهودا قد نزل وتمثل في جسد المسيح وشكله وكل فعاله وتصرفاته حيث صار ثلاثة في واحد . لهذا نجد في الأناجيل الأربعة المعروفة في المسيحية تباينا بين وصف السيد المسيح هنا وهنالك وتعارض بين أفعاله وأقواله بين كلٍ من تلك الأناجيل وفي هذا يمكن القول بأن لا تعارض ولكنه التكامل بين الرؤية الأقنومية ، إذ نجد على سبيل الذكر أن إنجيل متى أخذ تصورا واحدا لجانب من جوانب حياة السيد المسيح واهتم إنجيل مرقس بجانب آخر وكذلك إنجيل لوقا لزم جانب وتكلم فيه وإنجيل يوحنا أيضا فنجد أن البعض ركز على الوصف الإلهي له والبعض الآخر ركز على الوصف الرسولي وبعضٌ آخر ركز على الجانب البشري . ذلك حتى يسطع لنا من هذا في النهاية صورة متكاملة لذلك الثالوث ( الواحد ) ( آب و إبن و روح قدس ) .
لكن لست هنا أتكلم هذا الكلام كي أوضح نيابة عن المسيحيين عقيدتهم بل لأنني وجدت ما أثار هذا الموضوع وذلك الذي وجدته متواجد بجلاء في كتاب العهد الجديد الذي يُطلق عليه الإنجيل بسفر أعمال الرسل الأصحاح الثاني العدد 22 حيث يقول القديس لوقا الذي هو نفسه كاتب إنجيل لوقا يقول " أيها الرجال الإسرائيليون اسمعوا هذه الأقوال : يسوع الناصري رجل ... " من الوهلة الأولى سوف يقول كل قارئ مسيحي أن ليس في ذلك أدنى شك ولا تعارض بدليل ما ذكرته أنا في صدر مقالي عن تكامل الأقانيم ولكن المسألة أعمق من ذلك فإن السياق الذي ذُكرت فيه هذه المقولة " يسوع الناصري رجل " هو سياق خطبة ألقاها القديس بطرس الرسول أمام جمع غفير من الناس متعددي الأعراق والأجناس وكذلك أمام التلاميذ وقد أخذها عنه القديس لوقا وكتبها في سفره أعمال الرسل وصارت على هيئة رسالة مبعوثة لشخص يُدعى ( ثاوفيلس ) .
وبالنظر إلى ثلاثة عناصر في غاية الأهمية بشئ من التحليل المنعكس على تلك المقولة " يسوع الناصري رجل " نجد ان تلك العناصر تدحض بشدة فكرة الأقانيم رغم التكامل الذي ذكرته في بداية المقال . تلك العناصر هي ( الزمان ، المكان ، الحدث ) وعن الزمان فإن تلك الخطبة التي ألقاها القديس بطرس الرسول كانت في اليوم الخمسين من رفع السيد المسيح أو ( صعوده ) عن الأرض وبذلك يكون التصريح بأن " يسوع الناصري رجل " في هذا الوقت بالذات وهو أقرب وقت من حادث الصلب وقد كان يسوع قبله قد حث تلاميذه على ان يصدعوا بدعوته من بعده فكان الفعل الأول لهذا الصدع بالدعوة بأن قالوا " يسوع الناصري رجل " فيكون هذا التصريح إذا إقرارا وتأكيدا على بشريته دون الألوهية أو حتى انتزاع فكرة ألوهية ألتصقت به من أناس جهلة فجاء العارفين من التلاميذ لإيضاح الأمر الآن . وإن لم يكن ذلك فما كان إلا أن يُفترض أن يوصف من مريديه وتابعيه بعد صعوده بأنه إله إذ لم يبق الجسد بعد لإثباتِ بشرية على حساب ألوهية ، لكن رغم ذلك وصف بأنه رجل وهو كذلك .ومن جهة أخرى فإن الصفة الأساس تطغى على الصفة الاعتراضية وتطفوا فوقها فإن فرضنا جدلا معا ان المسيح هو الله وكان ما كان بتمثله بشرا فلا يصح أن يوصف بادئ ذي بدء إلا بالوصف ( إله ) لأنه كذلك في أصل الاعتقاد أما حين وصف بأنه رجل وهو لم يعد موجود بعد فهو تخليدا لذكرى بشريته التي هي الأساس لا سيما أن ذلك الوصف جيئ بوقت فيه كان الإعلان العلني الأول الذي سيكون المنهاج فيما بعد . إن الله لم يكن بشرا من قبل في اعتقاد المسيحيين إلا أن تمثله كذلك في المسيح ـ كما يعتقدون ـ هو مجرد حدث اعتراضي لسبب معين وبزوال هذا السبب يجب أن يوصف الله حينئذ بصفته الأساسية وليس بالوصف العارض فإذا فرضنا أن الله هو الفاعل وتمثله بشرا هو الفعل الصادر عنه فإن ذلك يوحي بأن المسيحيين عبدوا الفعل وأهملوا الفاعل الأصل ، وهذه مجرد افتراضات آلت بنا لحقيقة العقيدة المسيحية .
لذلك فإن هذا الوصف " يسوع الناصري رجل " لم يكن له علاقة من قريب او من بعيد بوصف ذات الله وإنما هو وصف مخلوق لله الذي هو يسوع المسيح الذي وصف علنا بأنه رجل . هذا في عنصر الزمان أما عنصري المكان والحدث فهذا ما سأعقب عليه في حلقات قادمة بإذن الله تعالى ضمن مقالات .
لكن لست هنا أتكلم هذا الكلام كي أوضح نيابة عن المسيحيين عقيدتهم بل لأنني وجدت ما أثار هذا الموضوع وذلك الذي وجدته متواجد بجلاء في كتاب العهد الجديد الذي يُطلق عليه الإنجيل بسفر أعمال الرسل الأصحاح الثاني العدد 22 حيث يقول القديس لوقا الذي هو نفسه كاتب إنجيل لوقا يقول " أيها الرجال الإسرائيليون اسمعوا هذه الأقوال : يسوع الناصري رجل ... " من الوهلة الأولى سوف يقول كل قارئ مسيحي أن ليس في ذلك أدنى شك ولا تعارض بدليل ما ذكرته أنا في صدر مقالي عن تكامل الأقانيم ولكن المسألة أعمق من ذلك فإن السياق الذي ذُكرت فيه هذه المقولة " يسوع الناصري رجل " هو سياق خطبة ألقاها القديس بطرس الرسول أمام جمع غفير من الناس متعددي الأعراق والأجناس وكذلك أمام التلاميذ وقد أخذها عنه القديس لوقا وكتبها في سفره أعمال الرسل وصارت على هيئة رسالة مبعوثة لشخص يُدعى ( ثاوفيلس ) .
وبالنظر إلى ثلاثة عناصر في غاية الأهمية بشئ من التحليل المنعكس على تلك المقولة " يسوع الناصري رجل " نجد ان تلك العناصر تدحض بشدة فكرة الأقانيم رغم التكامل الذي ذكرته في بداية المقال . تلك العناصر هي ( الزمان ، المكان ، الحدث ) وعن الزمان فإن تلك الخطبة التي ألقاها القديس بطرس الرسول كانت في اليوم الخمسين من رفع السيد المسيح أو ( صعوده ) عن الأرض وبذلك يكون التصريح بأن " يسوع الناصري رجل " في هذا الوقت بالذات وهو أقرب وقت من حادث الصلب وقد كان يسوع قبله قد حث تلاميذه على ان يصدعوا بدعوته من بعده فكان الفعل الأول لهذا الصدع بالدعوة بأن قالوا " يسوع الناصري رجل " فيكون هذا التصريح إذا إقرارا وتأكيدا على بشريته دون الألوهية أو حتى انتزاع فكرة ألوهية ألتصقت به من أناس جهلة فجاء العارفين من التلاميذ لإيضاح الأمر الآن . وإن لم يكن ذلك فما كان إلا أن يُفترض أن يوصف من مريديه وتابعيه بعد صعوده بأنه إله إذ لم يبق الجسد بعد لإثباتِ بشرية على حساب ألوهية ، لكن رغم ذلك وصف بأنه رجل وهو كذلك .ومن جهة أخرى فإن الصفة الأساس تطغى على الصفة الاعتراضية وتطفوا فوقها فإن فرضنا جدلا معا ان المسيح هو الله وكان ما كان بتمثله بشرا فلا يصح أن يوصف بادئ ذي بدء إلا بالوصف ( إله ) لأنه كذلك في أصل الاعتقاد أما حين وصف بأنه رجل وهو لم يعد موجود بعد فهو تخليدا لذكرى بشريته التي هي الأساس لا سيما أن ذلك الوصف جيئ بوقت فيه كان الإعلان العلني الأول الذي سيكون المنهاج فيما بعد . إن الله لم يكن بشرا من قبل في اعتقاد المسيحيين إلا أن تمثله كذلك في المسيح ـ كما يعتقدون ـ هو مجرد حدث اعتراضي لسبب معين وبزوال هذا السبب يجب أن يوصف الله حينئذ بصفته الأساسية وليس بالوصف العارض فإذا فرضنا أن الله هو الفاعل وتمثله بشرا هو الفعل الصادر عنه فإن ذلك يوحي بأن المسيحيين عبدوا الفعل وأهملوا الفاعل الأصل ، وهذه مجرد افتراضات آلت بنا لحقيقة العقيدة المسيحية .
لذلك فإن هذا الوصف " يسوع الناصري رجل " لم يكن له علاقة من قريب او من بعيد بوصف ذات الله وإنما هو وصف مخلوق لله الذي هو يسوع المسيح الذي وصف علنا بأنه رجل . هذا في عنصر الزمان أما عنصري المكان والحدث فهذا ما سأعقب عليه في حلقات قادمة بإذن الله تعالى ضمن مقالات .